فـي لحظـة صفـاء رومـانسيـة مـع الـذات تبـادر إلى ذهني السـؤال التالـي :
مـا وجـه الشبـه بيـن المـراهـق سـيء التـربيـة و الزوجـة الكسـولـة المهملـة و الحاكـم
العـربـي !؟
و اكتشفـت دون أدنـى عنـاء أنهـم جميعـا يخافـون و لا يخجلـون أو كمـا يقـول أهـل الكنانـة
" ما يختشـوش ! " ...
و المتابـع لساحـة الأحـداث في عـرض الوطـن العربي الجـريـح و طـولـه يلمـس مـدى قلـة
الحيـاء و انعـدام الـوازع الـدينـي و الأخـلاقـي أو حتـى الإنسانـي لـدى أغلبيـة مـن أبتليـت
بهـم شعـوبهـم و سـاقتهـم الأقـدار لسـدة الحكـم
فعنـدمـا انفـرطـت المسبحـة و سـاخـت العـروش و بـدأت رؤوس الطغـاة التـي أينعـت و حـان
قطـافهـا بالتسـاقـط عنـد أقـدام الإرادة الشعبيـة ، تسـابـق زعمـاء العصـابـات في إغـداق
العطـايـا و تقـديـم التنـازلات الـي لو كانـوا قـد بادروا بهـا منـذ زمـن لرفعتهـم الشعـوب على
الأكتـاف و لأضحـت هتافـات تلـك الشعـوب : " الشعـب يريـد شكـر النظـام ! "
و لا شـك أن المسـألـة نسبيـة مـن حيـث إختـلاف الظـروف بيـن بلـد و آخـر و عليـه
فإن هنـاك أنظمـة حاكمـة هنـا أو هنـاك تتمتـع بقـدر لا بأس بـه مـن الإستقـرار أكثـر
مـن غيـرهـا إمـا عـرفـا أو من خـلال الدساتيـر المتوافق عليهـا ...
و السؤال الـذي ما ينفـك يطـل علينـا برأسـه من خـلال هـذا التكـالـب التغييـري :
هـل تحتـاج فعـلا الأنظمـة الأكثـر شعـورا بالإستقـرار للشعـور بشيء مـن الخـوف
الفطـري حتـى ترعـوي و تعـود للإلتفـات لمطالـب شعـوبهـا بعيـدا عن الصلـف و
الغـرور !؟
أعتقـد أن الإجـابـة على هذا التساؤل تحتـوي على الكثيـر من مكـونـات البلسم الذي قـد
يعيد الأمـور إلى نصابها الصحيح لتنطلـق الشعـوب في مسيرة التنميـة و التطـور بعيـدا
عـن الفسـاد و الإستحـواذ على مصائـر العبـاد و مقـدرات بلـدانهـم !
نعم ، قليـل من الخـوف و التوجـس قـد يجعـل الغافـل يفيـق ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق